التطورات في تشخيص وعلاج القرنية المخروطية في روسيا: نظرة عامة

القرنية المخروطية هي اضطراب يصيب العين والقرنية. يمكن تميزه بترقق القرنية وانتفاخها إلى شكل مخروطي، مما يؤدي إلى تشوه الرؤية. تبدأ هذه الحالة عادةً خلال فترة المراهقة أو بداية البلوغ وتتفاقم تدريجيا بمرور الوقت. على الرغم من أن السبب الدقيق للقرنية المخروطية غير معروف، إلا أنه يعتقد أنه ينطوي على مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.

أحد الأعراض الأساسية للقرنية المخروطية هو الرؤية الباهتة أو المشوهة، وغالبا ما تكون مصحوبة بحساسية متزايدة للضوء والوهج. نظرا لأن القرنية تصبح غير منتظمة الشكل، فإنها تسبب اللابؤرية، مما يجعل من الصعب التركيز على الأشياء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب القرنية المخروطية قصر النظر أو الرؤية المزدوجة، مما يخلق المزيد من الاضطرابات البصرية.

في تشخيص القرنية المخروطية، يتم استخدام العديد من طرق التشخيص. والتي تساعد في تحديد شكل القرنية وحالتها، والتي أيضاً تتأثر عادة في القرنية المخروطية.

• تضاريس القرنية: توفر تقنية التصوير غير الجراحية خريطة مفصلة لشكل القرنية وانحناءها. تساعد التضاريس في تحديد عدم انتظام سطح القرنية وتحديد شدة القرنية المخروطية.

• فحص المصباح الشقي: يستخدم طبيب العيون مجهرا حيويا مع شعاع ضوئي على شكل شق لفحص سطح القرنية. من خلال تقييم شكل القرنية وسمكها ووضوحها ووجود أي ندبات بها، مما يتيح لطبيب العيون تشخيص القرنية المخروطية.

• التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT): تستخدم تقنية التصوير هذه الموجات الضوئية لإنشاء صور مقطعية للقرنية. يفيد التصوير المقطعي في قياس سماكة القرنية وتحديد التشوهات داخل طبقات مختلفة من القرنية، بما في ذلك أي خاصية ترقق للقرنية المخروطية.

• تنظير الشبكية: يقيس مدى انعكاس الضوء على الشبكية لتقييم الخطأ الانكساري، بما في ذلك اللابؤرية الناتجة عن القرنية المخروطية. من خلال تحليل كيفية انحناء الضوء عند دخوله العين، يمكن لطبيب العيون تحديد وجود ومدى شكل القرنية غير المنتظم.

• مقياس الثخن: مقياس ثخانة القرنية لقياس سمك القرنية. عادة ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية قرنيات أرق مقارنة بالأشخاص الأصحاء. يساعد هذا الاختبار في تحديد ترقق القرنية وتطور القرنية المخروطية.

• قياس القرنية: يقيس انحناء القرنية ويساعد على تحديد اللابؤرية. إنه مفيد بشكل خاص في قياس التغيرات في شكل القرنية التي تسببها القرنية المخروطية.

• عد الخلايا البطانية: يقيس هذا الاختبار عدد الخلايا الموجودة في الطبقة الداخلية للقرنية وحالتها. يمكن أن تشير التغييرات في عدد الخلايا إلى القرنية المخروطية ويساعد علي تقييم الحالة العامة للقرنية.

يسمح الاكتشاف المبكر من خلال هذه الأساليب بالتدخل في الوقت المناسب وتحديد طرث العلاج المناسبة لمرضى القرنية المخروطية.

يوجد في روسيا العديد من خيارات العلاج المتاحة للقرنية المخروطية والتي تهدف إلى تحسين وضوح الرؤية ووقف تطور المرض. إحدى الطرق الشائعة الاستخدام هي استخدام العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغازات (RGP). تم تصميم هذه العدسات لتوفير سطح أملس فوق القرنية غير المنتظمة، مما يسمح للضوء بالدخول بشكل صحيح إلى العين وتصحيح الرؤية. يمكن لعدسات RGP تحسين حدة البصر بشكل كبير في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من القرنية المخروطية.

في الحالات الأكثر تقدما، يقدم الطب الروسي العديد من التدخلات الجراحية للقرنية المخروطية. أحد هذه الإجراءات هو ربط القرنية بالكولاجين (CXL) ، والذي يتضمن تطبيق مزيج من الريبوفلافين (فيتامين B2) والأشعة فوق البنفسجية (UV) على القرنية. يقوي هذا الإجراء القرنية ويثبتها عن طريق زيادة الروابط المتقاطعة للكولاجين، مما يمنع في النهاية مزيدا من الترقق والانتفاخ.

بالإضافة إلى ذلك، في الحالات التي تظهر فيها القرنية المخروطية بشكل ملحوظ، ولا يمكن تصحيح الرؤية بشكل كافٍ باستخدام العدسات اللاصقة، قد يكون زرع القرنية ضروريا. يتمتع الطب الروسي بخبرة كبيرة في إجراء زراعة القرنية.

يعد الكشف المبكر عن المرض وتشخيصه أمرا ضروريا لنجاح العلاج. توفر مؤسسة فيودوروف لجراحة العيون الدقيقة التابعة للدولة فرصة لإجراء التشخيص باستخدام التقنيات المتقدمة ومن قبل أطباء العيون ذوي الخبرة القادرين على تحديد هذه الأمراض وعلاجها بشكل فعال.